google.com, pub-6244037308845873, DIRECT, f08c47fec0942fa0 الأستاذ الحسين الصادقي: 2023

بحث هذه المدونة الإلكترونية

مجتمع المعرفة (مصطفى القباج)

مجتمع المعرفة (مصطفى القباج)

تمهيد:

 حظي مجتمع المعلومات والمعرفة في مختلف أنحاء العالم برعاية وعناية لتحقيق التنمية وتحسين نوعية الحياة، يضاف إلى هذا تعدد البرامج الجامعية التي يمكن أن تتناول هذا المجال بالدراسة والبحث سواء في الاجتماع أو الاقتصاد...


تعريف مجتمع المعرفة:

مجتمع المعرفة هو مجموعة من الناس ذوي الاهتمامات المتقاربة، الذين يحاولون الاستفادة من تجميع معرفتهم سويا بشأن المجالات التي يهتمون بها، وخلال هذه العملية يضيفون المزيد إلى هذه المعرفة، وهكذا فإن المعرفة هي الناتج العقلي والمجدي لعمليات الإدراك والتعلم والتفكير.


السياق التاريخي لمجتمع المعرفة:

يعد مجتمع المعرفة مرحلة من مراحل التطور التي أعقبت المرحلة الصناعية، فكما هو معروف أن الانسانية مرت بفترتين مهمتين؛ عصر الزراعة، وعصر الصناعة، وها هي اليوم تدخل عصرا آخر هو عصر المعرفة القائم على الابتكار وكذا توفير البنية المناسبة لتفعيلها وتنشيطها.

لقد ظهر مفهوم مجتمع المعرفة لأول مرة في منتصف الستينيات عندما كانت هناك نقاشات بخصوص التناقضات والعيوب التي تواجه المجتمع الصناعي. من هنا بدأ الحديث عن العلوم والمعرفة ووظيفتها بحيث ستصبح المعرفة هي أهم رأس مال للبشرية، ففي سنة 2000 عقد مؤتمر القمة الأوربية في العاصمة البرتغالية لشبونة والذي اتخذ قرارات لدعم التوجه نحو بناء مجتمع المعرفة وهذا ما أدى بالعديد من الدول على غرار الدول الأوربية إلى الاهتمام المتزايد بالعلم والمعرفة باعتبارها أساسا للتقدم الحاصل الذي وصلت إليه البشرية اليوم.


أولا: مــــــلاحظة الـــنــص وتـــأطـــيـــره


1. صاحب النص:

مصطفى القباج، أستاذ باحث في الفلسفة والتربية، شغل مناصب عديدة في الدولة، وهو أحد أعضاء الجمعية المغربية لكتاب المغرب، له عدة أعمال، من بينها: 

* الطفل المغربي وأساليب التنشئة الاجتماعية بين الحداثة والتقليد.

* من قضايا الإبداع المسرحي.


2. تحليل العنوان:

تحيل كلمة المجتمع إلى تلك الجماعة من الأفراد التي تعيش داخل حدود جغرافية واحدة وتجمع بينها مجموعة من الروابط المتمثلة في اللغة والهوية والدين وغيرها.

أما عن مصطلح المعرفة فتحيل على المعارف والخبرات المكتسبة من قبل الأفراد، والتي تفيد في الفهم النظري والعلمي للمواضيع والظواهر على تعددها واختلافها.


   3. تحليل الصورة:

تفيد هذه الصورة المصاحبة، دلالة لها ارتباط بعنوان النص، ذلك أنها تقرب المتلقي من كيفية غزو المعرفة للعالم، ولاسيما المعرفة التكنولوجية التي تعد حلقة وصل بين جميع أقطار العالم.

   4. بداية النص ونهايته:

بدايةالنص: ظهور نمط جديد من التفكير بفضل الثورة التكنولوجية.

نهاية النص: دور المعرفة في صيغتها المادية في التقدم العالمي.


5. صياغة فرضيات النص:

من خلال المؤشرات السابقة يمكننا القول إن النص يطرح قضية من القضايا التي لها علاقة بالعولمة ونفترض أنها: التطور التكنولوجي الذي عرفه العالم.


ثــــانـيا: فـــــــهــم الــنــص


1. المضامين الجزئية:

أ.   ظهور نمط حضاري معلوماتي عَوَّض عن طرق التفكير التقليدية.

ب.  الإشارة إلى تحويل الوسيط المادي المحسوس إلى وسيط إلكتروني مجرد، قابل للمعالجة المعلوماتية.

ج.  المقارنة بين العصر الصناعي المعتمد على الكتابة والقراءة والتذكر، وبين العصر المعلوماتي المعتمد على البرامج والآليات الجديدة الأكثر اقتصادا للجهد والوقت.

د.  إلقاء الضوء على امتلاك المعرفة الحاسوبية الذي أصبح رهينا بالإمكانات الضخمة والإرادات السياسية الحقيقية.


2. المضمون العام:

بزوغ نمط حضاري جديد وذلك عبر الانتقال من الثورة الصناعية إلى الثورة التكنولوجية المعرفية، ومجتمع المعرفة هو مظهر من مظاهر العولمة.


ثــــالــثــا: تــحـــلــــيــل الــــنـــــص


1. الحقول الدلالية:

نلاحظ في النص هيمنة المفاهيم والمصطلحات التي لها علاقة بمجتمع المعرفة مثل (الرقمنة، المعلوميات، البرمجيات، الحواسب) وكلها مفاهيم تحيل على ظهور نمط جديد من التفكير غلبت عليه التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة.


2. الوضعية التواصلية في النص:

وجود وضعية تواصلية خاصة في النص يوجه فيها المرسل؛ المتمظهر في ضمير الجماعة المتكلم [ ونشاهد اليوم دخولإننا في القرن الميلادي الجديد…] العاري من أي ملامح سوسيو ثقافية تحدد هويته في النص، عدا كونه من مؤيدي العولمة، وعدا معرفتنا بهوية الكاتب استنادا إلى معطيات خارج - نصية، خطابا إلى المرسل إليه، وهو أيضا غير محدد، مما يضفي على النص صبغة تواصلية منفتحة اجتماعيا وثقافيا، غير أن سياق النص الداخلي والخارجي يجعل الخطاب متجها إلى المجتمعات المدعوة إلى رقمنة معرفتها، مما يعطيه بعدا تحسيسيا توعويا مشحونا بأنماط من المحاججة ينضاف إلى بعده الإخباري الواضح.


3. بناء الفقرات:

وظف الكاتب في نصه فقرات منظمة إذ خصص لكل فكرة فقرة، وربط بين الأفكار والفقرات بروابط لغوية وحجاجية مثل:

روابط التوكيد: لقد - إن....

روابط الاستنتاج: من - تم

روابط العطف: الواو - الفاء


4. أسلوب النص:

أسلوب المقارنةالمقارنة بين العصر الصناعي والعصر الالكتروني، وكذلك المقارنة بين المعرفة المادية والمعرفة اللامادي.

أسلوب الوصف: وصف خصائص مجتمع المعرفة.


5. لغة النص:

حضور الأسلوب الخبري بكثافة في النص، باعتباره يروم بسط حزمة من التصورات بلغة تقريرية حبلى بالمصطلحات العلمية والتكنولوجية، ولا مجال فيها لإثارةالانفعال وتجسيد الأحاسيس، ولهذا يزخر النص بالكثير من المؤشرات التركيبية الداعمة للطابع الإخباري للنص من جهة، والمسعفة في تمرير نبرة استدلالية مستندة إلى منطق استقراء الواقع من جهة ثانية، مثل المؤشرات التوكيدية والتفسيرية والاستنتاجية المتكررة باستمرار في النص من تكرار الألفاظ ومصطلحات بعينها أو بمرادفاتها أو مشتقاتها، أو استخدام لأدوات التوكيد والتفسير والاستدراك وصيغ الاستنتاج والتقرير الموظفة للتأثير على المتلقي وإقناعه بالرسالة الثاوية خلف المحمول الدلالي للنص.


رابعا: القراءة التركيبية

عرف العالم تغيرات كبرى بسب ثورة المعلوميات غيرت نظرتنا إلى المعرفة وإلى الواقع، حيث وفرت الوسائط المعلوماتية إمكانات هامة للبحث والتواصل أضحى معها العالم قرية إلكترونية صغيرة تنتقل عبرها المعرفة بسلاسة، وتتقلص فيها دوائر التميز والانغلاق، مما يدفع أنصار الخصوصية والهوية ومناهضي العولمة إلى التحذير من مستقبل يؤدي إلى تغريب الإنسان وسلب إرادته، وتضخيم حضور الأقوياء وتقزيم حظوظ الفقراء.

وقد عرض كل ذلك في قالب حجاجي استقرائي مبني على مناقشة واسعة للآراء، مستندا إلى آليات ووسائل حجاجية متعددة ولغة تقريرية واضحة هدفها تأكيد الرأي الشخصي وتفنيد الرأي المعارض.

الثمن غال لكن الحرية أغلى

 الثمن غال ولكن الحرية أغلى







اسم الآلة