أولا: القراءة التوجيهية
1. تحديد جنس المؤلَف
* الرواية جنس أدبي سردي يصور حياة شخصية أو عدة شخصيات تربط بينهما علاقات معينة ويرصد تطورها.
* حكاية أو قصة خيالية نثرية طويلة تستمد وقائعها من الواقع أو الخيال أو هما معاً، ولا تكتفي بجانب من الحياة لكي تنتهي في جلسة واحدة كقصة قصيرة بل وإنها تشمل صورا للحياة بكاملها وتستغرق جلسات طوال دون أي تحديد، وتشمل فصولاَ وتحكي عن حياة أشخاص ونظرة الروائي فيها. وكذلك هي حكاية عن الأحداث والأعمال وتصوير الشخصيات بأسلوب مشوق جذاب ينتهي إلى غاية مرسومة.
* هي نوع من أنواع الفن القصصي، ويعتبرها بعض الأدباء النوع الأحدث بين أنواع القصة، والأكثر تطوراً وتغييراً في الشكل والمضمون بحكم حداثته، وتكون الرواية أوسع من القصة وأكثر أحداثاً ووقائع. وتتناول مشكلات الحياة ومواقف الإنسان المعاصر منها، في ظل التطور الحضاري السريع الذي شهده المجتمع.
ولها من حيث شكلها الأدبي أربع سمات أساسية:
الأولى: شكل أدبي سردي يحكيه راٍوٍ.
الثانية: أطول من القصة تغطي فترة زمنية أطول.
الثالثة: تكتب في لغة نثرية.
الرابعة: عمل قوامه الخيال.
2. التعريف بالمؤلِف
سهيل إدريس من مواليد بيروت سنة1925م، درس في الكلية الشرعية وتخرج منها شيخا عالما ورجل فقه، وبعد تخرجه سنة 1940 م تخلى عن زيه الديني وعاد إلى وضعه المدني. وبعد ذلك بدأ يمارس الصحافة منذ سنة 1939 م، لكنه استقال ليتابع دراساته العليا في باريس قصد تحضير الدكتوراه في الأدب العربي نال فعلا شهادة الدكتوراه واستوعب جيدا الفكر الغربي وتياراته الفلسفية عن طريق القراءة والترجمة والاحتكاك المباشر، وعند عودته، أنشأ سهيل إدريس مجلة الآداب سنة 1953م بالاشتراك مع المرحومين بهيج عثمان ومنير البعلبكي، ثم تفرد بالمجلة سنة 1956م.
أصدر إدريس روايات ومسرحيات ودراسات وترجمات وقواميس أهمها:
في القصة والرواية:
الحي اللاتيني(1954م)
الدمع المر (قصص) (1956م)
الخندق العميق (1958م)
أصابعنا التي تحترق (1963م)
رحماكِ يا دمشق (1965م)
في الدراسات:
القصة في لبنان (1953م)
في معترك القومية والحرية (مقالات) (1977م)
الترجمة:
ومن بين الكتب التي قام بترجمتها عن الفرنسية:
الطاعون لكامو.
الثلج يشتعل لدبريه.
كما أصدر قاموس المنهل فرنسي عربي بالاشتراك مع جبور عبد النور.
4. دلالة العنوان
يتكون عنوان الرواية من كلمتين: الحي/ اللاتيني. وردت الكلمة الأولى معرفة "بال «للدلالة على شيء معين، وانضافت إليه الصفة(اللاتيني) التي طابقته في التعريف، وأضافت إليه مقومات جديدة أسهمت في تمييزه.
ويحتمل العنوان إيحاءات كثيرة يمكن أن تختزل في الأبعاد التالية:
البعد الجغرافي:
يعد الحي اللاتيني من أعرق الأحياء وأقدمها في باريس وهو يوجد بالضفة الغربية لنهر السين. تكثر فيه المطاعم اللاتينية والفنادق السياحية الصغيرة.
البعد العاطفي:
ينعت هذا الحي بحي العشاق، يرتادونه للاستمتاع بمرافقه المتنوعة.
البعد الثقافي:
سمي بالحي اللاتيني لأن ساكنته كانت تتكلم اللغة اللاتينية، وهو حي طلابي تقليدي يتميز بالطابع العمراني الأصيل وتواجد مؤسسات تعليمية فرنسية عالمية: جامعة السوربون، وثانوية "لويس لوكرانluise le grand
4. تحليل الصورة
تتكون الصورة المثبتة على الجانب الأيسر من الغلاف من عناصر عديدة أبرزها:
* رجل وامرأة يبدوان في ريعان الشباب ويشكلان بؤرة الصورة.
* أمامهما مائدة فوقها فنجانين للقهوة على أغلب الظن، ثم ملعقتين صغيرتين وجريدة.
* توجد خلفهما عمارات شاهقة وكأنها تحادي السماء الشديدة الزرقة، تبدو عريقة البناء شيئا ما.
* في الأسفل هناك أشجار خضراء التي يمكن أن تشير إلى فصل الربيع.
كل هذه العناصر تشترك فيما بينها لتشكل رسالة مفادها ان هذين الشخصين ربما تجمعهما علاقة عاطفية، وان المكان الذي يجلسان فيه يشير إلى «الحي اللاتيني» خاصة عندما نركز في تلك العمارات وفي الزقاق الضيق بينهم.
انطلاق من ملامح الرجل والمرأة يتضح أنهما ينتميان إلى بئتين مختلفتين، حيث أن:
الرجل:
* ذو ملامح شرقية – شعر أسود
* عينان سوداوان – انف طويل
* عريض المنكبين – بشرة ميالة إلى السمرة
المرأة:
* عينان زرقاوتان – بشرة بيضاء
* شعر أشقر قصير – شفتان حمراوتان
* متوسطة القامة
كل هذه المؤشرات الخارجية تحيل على أن الرواية تعالج قضية علاقة الشرق بالغرب، هذه العلاقة التي يطغى عليها التوتر ويبدو ذلك واضحا من خلال ملامح كل من والرجل التي يخيم عليها نوع من الصمت.
5. أقوال
تتناثر على ظهر الغلاف أقوال وانطباعات نقدية لكتاب ونقاد عرب. وهي موضوعة بين مزدوجات لكونها بنيات مستقلة بذاتها. يتعلق الجانب الأول منها ببيان دور الروائي "سهيل إدريس"، بينما يتعلق الثاني ببعض مكونات الرواية وخاصة ما يتعلق بمضامينها: العلاقة بين الشرق والغرب.
6. تمهيد و الخاتمة
يعاين القارئ في التمهيد وضعية توديع شخصية لأهلها وأصدقاءها للإبحار في باخرة إلى مدينة راودت خيالها كثيرا.
وفي الخاتمة، تتضح الكثير من الأمور التي اعتراها اللبس والغموض في التمهيد، فقد تم تعريف عينة من الفضاءات (بيروت، باريس، الحي اللاتيني)، كما تم تحديد هوية بعض الشخصيات (فؤاد والأم)، والكشف عن غرض الشاب (متابعة الدراسة).