google.com, pub-6244037308845873, DIRECT, f08c47fec0942fa0 الأستاذ الحسين الصادقي: أكلة الجن - محمد أنقار

بحث هذه المدونة الإلكترونية

أكلة الجن - محمد أنقار

تقديم

الحكي استعادة لوضعيات وأحداث متنوعة، وهذه الأحداث قد تكون حقيقية أو متخيلة. وتنضوي تحته العديد من الأجناس الحكائية القديمة والحديثة، مثل: السيرة الذاتية، السيرة الغيرية، الرحلة، الرواية القصة القصيرة، الحكاية العجائبية.

 السرد هو الطريقة التي تروى بها القصة، ذلك أن الحكاية الواحدة يمكن أن تروى بطرق متعددة. 

 أولا: ملاحظة النص وتأطيره 

1. صاحب النص:

محمد أنقار كاتب مغربي من مواليد تطوان، سنة (1946م-2018م)

      من مؤلفاته:

  • بلاغة النص المسرحي (1996م)
  •  صورة عطيل (1999م)
  •  الأخرس (2005م)

 2. مصدر النص:

النص مأخوذ من المجموعة القصصية " مؤنس العليل " ص (49 – 53) التي صدرت عام 2003م، عن دار النشر أفريقيا الشرق – الدار البيضاء.

 3. دلالة العنوان:

- يتكون العنوان من كلمتين (أكلة / الجن) تشكلان مركبا إضافيا.
- يوحي عنوان النص إلى نوع من الغرابة، كما يخلف شيئا من الذعر في نفس المتلقي بسبب ما ترسب في ذهنه من صور مرعبة عن هذه الكائنات.

 4. بداية النص ونهايته:

- تشيرالبداية  إلى احتضار عم السارد (علمنا أن عمي كان في نزعه الأخير)
-تشير النهاية إلى عودة السارد إلى القرية بعد حضور مراسم الدفن.

 5. فرضيات النص:

من خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص سردي قصصي، يتناول موضوع سفر الطفل من القرية إلى المدينة لأول مرة لزيارة عمه المريض.

ثانيا: فهم النص

الشروح اللغوية:

* نزعه الأخير: لحظاته الاخيرة
* المضنية: المتعبة
* معتم: مظلم
* التوجس: الخوف والفزع

 الحدث العام:

تتحدث القصة عن طفل قروي سافر مع أبيه إلى المدينة لأول مرة إثر تلقى الأسرة نبأ مرض العم، حيث قام بوصف انبهاره الشديد للمدينة البيضاء وما انتابه من شعور بالوحشة والاغتراب والضيق والحنين إلى قريته، حيث أوحت له هذه الأخيرة بعوالم غريبة وغامضة لم يستطع فهم لغزها وغموضها كأكلة الجن مثلا. ثم انتقل الطفل إلى وصف حالة العم وداره المتواضعة التي تكشف عن الفقر المدقع، وعندما توفي العم ظلت صورته راسخة في ذاكرته.

 ثالثا: تحليل النص

1-الحبكة:

  1.  تلقي الأسرة نبأ مرض العم القاطن بالمدينة.
  2.  قرار الأب السفر لزيارة أخيه مصطحبا ابنه الأوسط مشيا على الأقدام.
  3.  وصولهما إلى المدينة وشعور الابن بالخوف والتوجس لأول مرة.
  4.  وصف السارد لدروب المدينة العتيقة التي مر بها للوصول إلى بيت العم.
  5.  تصوير السارد لحالة العم والمنزل الذي يقطنه.
  6.  موت العم وحضور الطفل كل طقوس الجنازة.
  7.  العودة إلى القرية وبقاء ذكرى العم المحتضر راسخة في ذهن الطفل إلى الأبد. 

2- شخصيات النص وأوصافها:

الطفل/ السارد: قروي، يدرس بالكُتاب، أوسط إخوته، نحيف، خجول، مؤدب، صبور.

الأب: فلاح، حكيم، مسؤول، سلطوي.
العم: فقير، مريض، توفي.
العمة: متدمرة، ثرثارة، متسرعة.
يمكن تقسيم هذه الشخصيات إلى رئيسية وثانوية، فالشخصيات الرئيسية يمثلها كل من السارد/ الطفل، والعم، أما الشخصيات الثانوية فيمثلها كل من الأب والعمة.

 3-البنية الزمانية والمكانية في النص:

الزمان:
أـ زمن القصة: الزمن المرجعي، وقد استغرقت أحداث القصة ثلاثة أيام (في مطلع النهار، وفي عصر اليوم الثالث)
ب ـ زمن السرد: إن الزمن في النص صاعد يسير بالأحداث إلى الأمام وصول خبر مرض العم إلى العائلة بالقرية= سفر الأب والسارد لزيارة العم= وصولهما إلى المدينة= مجيء العمة= موت العم= العودة إلى القرية.

 المكان:

القرية: الكُتاب، الخلاء، الأرض الفلاحية، بيت الطفل/ السارد.

 فضاء حميمي بالنسبة للطفل وكان يحس بالحنين إليه.

 المدينة: الزحام، الضجيج، الأضواء، الدروب الضيقة، الرائحة الكريهة.

بالنسبة للسارد/ الطفل، كان يشعر فيه بالوحشة الغربة، الضيق والخوف.

 بيت العم: يشبه الحجر، باب قصديري، ضيق، فارغ،  سطل قصديري، أواني لإعداد الشاي، قطع الكرطون.

يعبر عن الحالة المزرية التي يعيشها المهاجرون من القرية إلى المدينة.

 

 4-طبيعة الرؤية السردية:

إن الرؤية السردية الموظفة في قصة" أكلة الجن" هي: (الرؤية مع/ المصاحبة)، ذلك أن السارد شخصية من الشخصيات المشاركة في الأحداث فهو الطفل الذي اصطحبه معه والده لزيارة عمه المريض بالمدينة.

 

 رابعا: القراءة التركيبية

انطلاقا مما سبق نستنتج أن نص" أكلة الجن" ، للكاتب محمد أنقار ، نص حكائي سردي، ينتمي إلى جنس القصة القصيرة، ويتناول فيه صاحبه قضية اجتماعية هامة، تتمثل في قضية الهجرة القروية، وما يعانيه المهاجرون من القرى إلى المدينة من أوضاع مزرية حيث يعيشون فقرا مدقعا.
ولإيصال هذه المقصدية  اعتمد الكاتب في هذا النص كل مقومات النص الحكائي السردي من أحداث وشخصيات وزمان ومكان، كما دارت الأحداث في فضاءين مختلفين هما القرية والمدينة بالإضافة إلى بيت العم الذي صوره تصويرا دقيقا يكشف عن الوضعية المزرية التي يعيشها العم، كما اعتمد رؤية سردية مناسبة" الرؤية مع/ المصاحبة"