تقـــــــديم:
الهوية الثقافية:
* نسق فكري مرتبط بمجموع العادات
والتقاليد والأعراف والقيم والمبادئ التي تتميز بها كل أمة عن الأخرى، وتختلف
طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لمجتمع آخر.
* والثقافة أيضا هي ذلك الارتباط الوثيق الذي يربط بين
واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، تنمو مع النمو الحضاري للأمة، وتتراجع مع
التخلف الذي يصيبها.
العولمة:
تعرف العولمة في المعاجم بأنها: "حرِّيَّة انتقال المعلومات وتدفُّق رؤوس الأموال والسِّلع والتِّكنولوجيا والأفكار والمنتجات الإعلاميّة والثَّقافيّة بين جميع المجتمعات الإنسانيّة حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد أو قرية واحدة صغيرة.
بعد هذين التحديدين يتبادر إلى أذهاننا الإشكال الجوهري
الذي سنحاول الإجابة عنه من خلال النص، والذي يقول: كيف تؤثر العولمة على الثقافة؟
بمعنى هل تسهم العولمة في تلاشي الثقافة واختفائها؟
مؤلفات تناولت موضوع العولمة:
- ماهي العولمة؟ للكاتب أولريش برك.
- فخ العولمة للكاتب يانس يشترهان.
- العولمة الثقافية للكاتب الشيخ عبد اللطيف الشيخ.
- العولمة ذلك الخطر القادم للكاتب مصطفى رجب.
أولا:
ملاحظة النص وتأطيره
1. صاحب النص:
سالم
يافوت من مواليد مدينة الدار البيضاء (1945 – 2013)، أستاذ جامعي وعضو في اتحاد
كتاب المغرب.
من
أعماله:
* مظاهر
النزعة الإخبارية في بنيوية لفي شتراوس.
* الفلسفة
والعلم في العصر الكلاسيكي...
2. مصدر النص:
النص
مأخوذ من مجلة «فكر ونقد» ع11-شتنبر 1998، ص34 وما بعدها بتصرف.
3. دلالةالعنوان:
إذا
ركزنا النظر على العنوان، سنفهم أنه يبرز إشكالية معاصرة شائكة، تتجلى في طبيعة
العلاقة بين مفهومين حاضرين بقوة في بناء شخصية الفرد والمجتمع.
4. تحليل
الصورة:
صورة تشكيلية تتكون من أربع مكونات أساسية:
علامة استفهام كبيرة يجلس فوقها شخص في حيرة واندهاش،
وكرة أرضية،
خريطة العالم العربي،
كل هذه المعطيات تشير إلى وجود إشكالية
كبيرة تطرحها العولمة على الهوية الثقافية العربية.
5. بداية
النص ونهايته:
تشير البداية إلى تساؤل الكاتب سالم يافوت عن تأثير العولمة على الهوية.
ليختتم كلامه
أن الموضوع يحمل نسبة من التعقيد.
6. فرضيات
النص:
من
خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص مقالة حجاجية، قد تتحدث عن علاقة العولمة
بالهوية الثقافية والاشكالات التي تطرحها هذه العلاقة.
ثانيا:
فهم النص
1-شروح
وتوضيحات:
ننفذ: نلج وندخل.
الاندثار: الاختفاء، لم يبق لها أثر.
الاقتباس: النسخ والنقل.
2-الأفكار
الجزئية:
- افتتاح النص بالتساؤل عن إذا كانت العولمة تهدد الهوية وتساهم في اختفاء الخصوصيات الثقافية.
- رفع اللبس عن مفهوم الهوية الذي لا يعني الانغلاق عن الذات والتقوقع في الماضي.
- رفض الكاتب فكرة كون العولمة مرتبطة بالماضي، بل إن الواجب ارتباطها بالمستقبل والتطور الدائم، نتيجة مسايرة الماضي للحاضر والمستقبل.
- التأكيد على أن التعامل الصحيح مع العولمة لا يشكل أي خطر على الهوية أو الثقافة.
- انتقاد الكاتب بعض المواقف التي تنظر للعولمة نظرة سلبية باعتبارها مهددة للهوية.
- اعتبار الكاتب الهوية موضوعا شائكا يصعب الحسم فيه، إلا أنه يؤكد على عدم الخوف على الهوية ما دامت مرتبطة بالاختلاف والتميز.
ثالثا:
تحليل النص
1-الحقول
الدلالية:
حقل آني مستقبلي |
حقل ماضوي |
عرب اليوم، المستقبل، التحديث، الالتحاق بالركب، العولمة، طموح الأمة... |
عرب الأمس، التقوقع في الماضي |
نلاحظ
هيمنة الألفاظ المعبرة عن المستقبل والحاضر، الشيء الذي يعكس نظرة الكاتب لمفهوم
الهوية الذي يجب أن يكون مرتبطا بالمستقبل، لا أن يظل مرادفا للثبات والجمود.
2-صفات
العولمة والهوية:
العولمة |
إيجابية |
|
السلبية |
|
|
الهوية |
إيجابية |
|
السلبية |
|
3-البناء
الحجاجي للنص:
الأطروحة:
لا تشكل العولمة تهديدا للهوية، التي تستلزم بالضرورة الربط بالمستقبل والتطور.
الأطروحة
النقيض: رفض العولمة كونها تساهم في اختراق الثقافات والخصوصيات
المحلية.
التركيب:
لا يمكن للعولمة المساهمة في اندثار الهوية، إذا ارتبطت بما هو مستقبلي مساير لروح
العصر.
4-أسلوب النص:
في
تقديمه لأفكار النص، سلك الكاتب منهجا استقرائيا، انتقل فيه مما هو خاص إلى ما هو
عام إذ عرض بداية بعض الجوانب الإشكالية التي يتحتم الحسم فيها، ليخلص إلى حكمه
العام الذي يفيد عدم تأثير العولمة على الهوية الثقافية.
5-لغة النص:
نظرا
للطبيعة الحجاجية للنص، فإن الكاتب خط نصه بلغة إخبارية تقريرية، قاصدا من خلالها
بسط أفكاره بوضوح وسلاسة حتى يتمكن من إقناع القارئ، وهذا ما يبرر بعده عن استعمال
المجازات والإيحاءات، واعتماده جملا خبرية مشتملة على أدوات توكيد مختلفة، إضافة
إلى توسله حججا وبراهين متعددة، ولا سيما الواقعية منها لأجل بلوغ غايته
الإقناعية.
رابعا:
القراءة التركيبية
لقد ركز الكاتب على العلاقة المتصدعة بين العولمة
والمكون الثقافي للمجتمعات، إذ أكد على ضرورة تجاوز الفهم الخاطئ للعولمة كونها
تهديدا للهويات، كما يرى أنه لا بد من جعل الهوية مسايرة لما عليه العالم من تطور
وتقدم متسارع.
وقد عرض كل ذلك في قالب حجاجي استقرائي مبني على مناقشة
واسعة للآراء، مستندا إلى آليات ووسائل حجاجية متعددة ولغة تقريرية واضحة هدفها
تأكيد الرأي الشخصي وتفنيد الرأي المعارض.